الدراسة في اليابان – 8 أسباب لاختيار اليابان، المميزات والسلبيات
بالإضافة إلى السوشي والقطارات السريعة، هناك الكثير من الأسباب والمميزات الرائعة جداً التي تدفع الطلاب لاختيار الدراسة في اليابان، وهذه الأسباب لطالما جذبت المزيد من الطلاب سنوياً للسفر إليها وتسعى اليابان لتطوير نفسها ونظامها التعليمي وجامعاتها بشكل دائم لتبقى ضمن قائمة أفضل الوجهات الدراسية للطلاب عالمياً.
إن أحد الأسباب التي ساهمت في النمو الاقتصادي الممتاز لليابان وتطورها لتصبح أحد أقوى الاقتصادات عالمياً على الرغم من شح الموارد فيها هو المعرفة والتكنولوجيا اليابانية والمدعومة بالتعليم الممتاز في جامعاتها.
أسباب اختيار الطلاب لليابان:
إن الأسباب والمميزات التي تجذب الكثير من الطلاب سنوياً لمتابعة الدراسة في اليابان عديدة ونذكر منها الأسباب والمميزات التالية:
1. نظام التعليم المتطور:
إن طلاب الثانوية العامة اليابانية يعتبرون في المرتبة الأولى عالمياً في الرياضيات و يحتلون المرتبة الثانية في العلوم. أضف إلى ذلك، لدى اليابان العدد الأكبر من جوائز نوبل مقارنةً بجميع الدول الآسيوية، وتحتل المرتبة الثانية عالمياً لجوائز نوبل منذ عام 2000.
لدى اليابان أكثر من 700 جامعة، وحوالي 150 جامعة من هذه الجامعات تدخل ضمن التصنيفات العالمية للجامعات. وتستقبل هذه الجامعات سنوياً عدداً كبيراً من الطلاب الدوليين ويقدر بـ 300000 طالباً دولياً قادمين من جميع أنحاء العالم، وهو يمثل حوالي 10% من مجموع الطلاب في البلاد.
أشهر الجامعات اليابانية هي جامعة طوكيو وجامعة يوكوهاما الوطنية وجامعة اليابان الدولية وجامعة واسيدا.
2. محاولة الجامعات اليابانية جذب المزيد من الطلاب الدوليين:
تسعى الجامعات اليابانية لزيادة عدد الطلاب الدوليين في الجامعات وقدمت العديد من الميزات للطلاب الدوليين لتسهيل قدومهم إلى اليابان، بدءاً من تسهيل وتبسيط عملية التقديم للجامعات والحصول على قبول جامعي، وأيضاً تسهيل التجربة الدراسية للطالب وتقديم كل العون له من معلومات ودعم معنوي. تخيل أن الجامعات غيرت نظام الفصول الجامعية لديها لتجذب المزيد من الطلاب الدوليين، فالسنة الدراسية في اليابان تبدأ في شهر نيسان، ولكن من أجل الطلاب الدوليين القادمين من الخارج أصبح العام الدراسي بالنسبة للطلاب الدوليين يبدأ في شهر أيلول كما هو متعارف عليه عالمياً، كذلك سعت الجامعات لتقديم المزيد من التخصصات التي تُدرّس باللغة الإنكليزية، ووظفت الجامعات الكثير من الموظفين من مختلف دول العالم، وشجعت برامج التبادل الثقافي والدراسة لفصل دراسي واحد في جامعاتها.
3. الأقساط الدراسية والمنح المتوفرة في اليابان:
في جميع هذه الجامعات الأقساط الدراسية معقولة جداً ومناسبة للطلاب المحليين والدوليين على حد سواء، أقساط الجامعات اليابانية تقريباً 5500$ سنوياً فقط.
تقدم اليابان للطلاب الكثير من المنح، وفي نفس الوقت بالنسبة للطلاب المتفوقين تلغي الأقساط الجامعية وهذا بدوره يساعدهم للتركيز على دراستهم بشكل أكبر وزيادة تحصيلهم العلمي وتفوقهم في جامعاتهم.
ويُسمح للطلاب الدوليين بالعمل في اليابان أثناء الدراسة لمدة 28 ساعة أسبوعياً وهذا سوف يغطي جزءاً كبيراً من تكاليف الدراسة في اليابان، وسيساعدك في نفس الوقت لتقوية لغتك اليابانية مع السكان المحليين.
4. نمط الحياة المرفه والمترف للشعب الياباني:
إن الشعب الياباني متعود على نظام معيشة راقي للغاية وحياة مترفة من جميع النواحي، ولا يفكر الشعب الياباني مثلاً في التكاليف المادية لدخول المشفى أو شراء الأدوية أو الذهاب إلى الطبيب لأن نظام الرعاية الصحية الياباني هو أحد أفضل الأنظمة في العالم، ولن يدفع المواطن الياباني إلا رقماً زهيداً أينما ذهب للعلاج.
وكيفما تحرك اليابانيون داخل بلدهم دائماً يتوقعون ألا يحدث أي تأخير أو تكون جميع متطلباتهم مؤمنة دون أي مشاكل أو عثرات. مثلاً إن الشوراع نظيفة والمواصلات العامة متوفرة بكثرة ودقيقة للغاية وتتحرك وتتوقف في مواعيد تعتمد على الدقيقة.
يوجد في اليابان قوانين صارمة للغاية حول تعاطي المخدرات وشرب الكحول وتمنع امتلاك الأسلحة النارية، وتركز دائماً على منع الجريمة وهذا جعل من اليابان مكاناً آمناً جداً للطلاب الدوليين.
إن الشعب الياباني شعب راقي جداً، ودائماً ما تكون توقعاته عالية جداً لأي خدمة تُقدم في بلده.
5. الدراسة في اليابان ستغير من منظورك للحياة:
إن الدراسة في اليابان ستعطيك فرصة لا مثيل لها للعيش والعمل واستكشاف حضارة وثقافة جديدة لم تألفها من قبل. ستغوص في الثقافة اليابانية والتاريخ واللغة اليابانية أثناء دراستك هناك، وستكتشف مدى تميز اليابانيين عن أي شعب آخر. وهذا بدوره سيطور من شخصيتك وستقدر الفرق بين ثقافتك وحضارتك والثقافة والحضارة اليابانية.
تأكد أن بدراستك في اليابان لن تتعلم في الجامعة فقط، وإنما في حياتك اليومية أثناء تعاملك مع الشعب الياباني وزملائك القادمين من جميع دول العالم.
6. التعرف على الثقافة والحضارة اليابانية:
إن تاريخ اليابان يعود إلى آلاف السنين، ولدى اليابان تاريخ عريق مليء بالحروب والمؤامرات، أثناء وجودك في اليابان سوف تزور المعابد والأضرحة والمتاحف، وستتعرف كيف يوحّد السيف تاريخ اليابان. يوجد في اليابان 23 موقعاً أثرياً مصنفاً ضمن التراث العالمي.
كما ستستمتع بالمهرجانات الصيفية والاحتفالات اليابانية التي تقام على مدار العام. أضف إلى هذا أن اليابان بلد آمن جداً للطلاب الدوليين وهو يعد من أكثر البلدان أماناً على مستوى العالم، وستكون الوجهة الدراسية الأفضل وبخاصة للطلاب الذين يشعرون بالقلق من مغادرة مدنهم وبلدهم.
7. فرصة تعلم اليابانية أثناء الدراسة:
على الأغلب عند اختيارك الدراسة في اليابان أنك سوف تختار الدراسة في تخصص يدرّس باللغة الإنكليزية، ولكن في نفس الوقت لديك الفرصة لتعلم اليابانية طوال مدة دراستك في الجامعة.
وتتميز اليابان أنها تقدم برامج للطلاب الدوليين حيث يدرس فيها الطالب باللغة الإنكليزية ونفس الوقت سوف يدرس اللغة اليابانية ويتخرج من الجامعة حاصلاً على شهادة جامعية بتخصصين الأول هو تخصصه الدراسي الذي اختاره والثاني هو اللغة اليابانية. بالنسبة لك كطالب إن رغبت البقاء بعد التخرج في اليابان فإن حصولك على هذا النوع من الشهادات سوف يسهل عليك الاندماج في نسيج المجتمع الياباني وإيجاد عمل مناسب.
لا تنسى أنك بتعلم اللغة اليابانية ستصبح قادراً على مشاهدة مسلسل ناروتو الشهير بدون ترجمة 🙂
8. آفاق مستقبلية مميزة:
إن الدراسة في أي بلد أجنبي ستزودك بخبرات وتجارب ومعرفة لا يمتلكها الكثير من الأشخاص، و كل شركة ترغب بتوظيفك لديها داخل اليابان أو خارجه ستقدر هذه الأمور كثيراً.
في الشركات الدولية التي تعمل حول العالم، تمثل خبرتك في اليابان ومعرفتك باللغة اليابانية أمراً مهماً جداً لهم، وسيكونون مسرورين جداً في العمل معك، فهذه الشركات العملاقة دائماً ما تكون بحاجة إلى موظفين لديهم مهارات عديدة ومن بينها مهارات اللغة، فأنت كموظف لديهم ستتحدث لغتك الأصلية وهي العربية وستكون قد درست بالإنكليزية في اليابان، وأيضاً تعلمت اليابانية، هذا مزيج ممتاز لراتب ممتاز 🙂
وإن اخترت العودة إلى بلدك والعمل في بلدك فإن شهادتك اليابانية ومعلوماتك وخبرتك واللغات التي تتحدثها ستجعلك تحصل على وظيفة ممتازة في شركة ممتازة، كما ستؤهلك للعمل بشكل مستقل وتأسيس شركتك الخاصة.
سلبيات الدراسة في اليابان
إن الدراسة في اليابان تجربة لا تفوت على الإطلاق، ولكن لا يخلو أي بلد من بعض المساوئ والسلبيات، فلا وجود لبلد كامل بالنسبة لأي طالب ولكن أؤكد لك أن الإيجابيات تطغى على السلبيات بقوة.
1. تكاليف المعيشة المرتفعة في اليابان:
في اليابان كل رغباتك متاحة، إن كنت تبحث مثلاً عن مطعم عربي أو سوبرماركت عربي سوف تجده أقرب مما تتخيل إليك وخاصة إن كنت تعيش في المدن الكبرى ولكن هذا لا يأتي رخيصاً، فتكاليف المعيشة في اليابان مرتفعة وليست قليلة أبداً ولكنها تبقى أقل من تكاليف الدراسة في بريطانيا أو أمريكا مثلاً.
2. صعوبة اللغة اليابانية:
إن الدراسة في دولة أجنبية إن كانت اليابان أوغيرها غالباً سيقابل الطالب بعض الصعوبات الاجتماعية وغيرها من الصعوبات. ومن بين هذه الصعوبات في اليابان هي صعوبة اللغة اليابانية بالنسبة لنا، فهي لغة مختلفة تماماً عما ألفناه من قبل بدءاً من الأبجدية وصولاً إلى صياغة الجمل وغيرها من الأمور التي تجعل هذه اللغة من بين أصعب لغات العالم لتعلمها.
ولكن تذكر لديك مدة لا تقل عن أربع سنوات أثناء الدراسة في اليابان لتتعلم فيها اللغة اليابانية وتتقنها وتبدع فيها، وبتعلمك لها سوف تظهر إصرارك وذكاءك ونجاح تجربتك الدراسية في اليابان.
3. كثرة الطعام البحري:
إن كنت من الأشخاص الذين لا يحبون اللحوم والطعام البحري سوف تعاني من مشكلة عدم إيجاد الطعام المناسب عند وصولك إلى اليابان، وكيفما توجهت سيكون الطعام البحري والدجاج والبيض أكثر المأكولات شيوعاً في الأسواق المحلية اليابانية، ولكن مع الوقت إن اعتدت على هذه المأكولات سوف تستمتع كثيراً بالطعام الياباني. بذلك تستطيع أن تقلب هذه السلبية في الدراسة في اليابان إلى إيجابية.
4. الإحساس بأنك شخص غريب:
إن الاختلاف الكبير في الشكل ولون البشرة بيننا وبين الشعب الياباني، بالإضافة إلى الاختلاف المذهل في العادات والتقاليد سوف يجعلك تشعر بأنك شخص غريب في اليابان. وفي الكثير من الأحيان ستجد اليابانيين في الشوارع يحدقون بك، وهذا لن يتوقف أبداً لذلك يجب أن تعتاد وتتعود على هذا الأمر.
ولكن لا تخطئ بين هذا وبين لطافة الشعب الياباني، على الرغم من هذا الأمر سيكون الناس معك في الشوارع لطفاء جداً وسيستمتعون جداً بالحديث معك.
أتمنى أن تكون هذه المقالة قد أعطتك فكرة كاملة ومفصلة حول مميزات وسلبيات الدراسة في اليابان وتكون قد ساعدتك في أخذ قرارك في السفر إلى اليابان.
شكراً لقراءتك هذه المقالة، ولمزيد من المعلومات انضم إلى متابعي صفحتنا على الفيسبوك هنا، وعلى تيليغرام هنا.